الفرق بين الهجمات السيبرانية والاحتيال الرقمي: ما الذي يهددك أكثر؟

أكثر من 90% من الهجمات السيبرانية تبدأ بنقرة عابرة وخطأ واحد قد يكلفك الكثير.

لم يعد الأمن يقتصر على حماية الأبواب بل أصبح يشمل الفضاء الرقمي مع الاعتماد المتزايد على الإنترنت في البنوك والتجارة والتعليم والخدمات الحكومية وقد برزت تهديدات كبرى أهمها الهجمات السيبرانية التي تستهدف الأنظمة والبيانات والاحتيال الرقمي الذي يستغل الثقة البشرية لسرقة الأموال والمعلومات اليك في هذا المقال الفروق بينهما وأبرز أساليبهما وأيهما أشد خطراً على الأفراد والشركات ودور أدوات التقصي الرقمي في الحد من هذه المخاطر.

أولاً: ما هي الهجمات السيبرانية؟

الهجمات السيبرانية هي مجموعة من الأفعال العدائية التي تُنفّذ باستخدام تقنيات الإنترنت لاستهداف أنظمة الحواسيب والشبكات هذه الهجمات قد تهدف إلى سرقة بيانات أو تعطيل خدمات أو ابتزاز الضحايا تختلف في أساليبها لكن القاسم المشترك بينها أنها موجهة ضد البنية التقنية نفسها وليس بالضرورة ضد وعي الإنسان.

أبرز أنواع الهجمات السيبرانية

  1. هجمات الحرمان من الخدمة (DDoS):
    يقوم المهاجم بإغراق موقع إلكتروني بطلبات وهمية ضخمة تؤدي إلى تعطيله وعدم قدرته على خدمة المستخدمين الحقيقيين هذه الهجمات شائعة ضد المؤسسات الكبرى خاصة البنوك أو المتاجر الإلكترونية وتؤدي لخسائر مالية مباشرة بسبب توقف العمل.
  2. البرمجيات الخبيثة والفيروسات:
    يتم زرع برامج ضارة في أجهزة أو أنظمة الهدف بغرض التجسس أو التخريب من أشهرها برامج الفدية التي تغلق ملفات المستخدم وتطلب منه دفع مبلغ مالي مقابل استعادتها.
  3. اختراق الأنظمة وسرقة البيانات:
    يسعى المهاجم هنا إلى الدخول غير المصرح به إلى قواعد البيانات وسرقة معلومات حساسة مثل بيانات العملاء أو تفاصيل الحسابات البنكية.
  4. هجمات الفدية (Ransomware):
    هي من أخطر أشكال الهجمات السيبرانية حيث يتم تشفير بيانات المؤسسة بالكامل ويُطلب منها دفع فدية ضخمة لاستعادة التحكم بأنظمتها.

أمثلة واقعية

  • في السعودية حذرت الهيئة الوطنية للأمن السيبراني عدة مرات من محاولات متزايدة لاستهداف المؤسسات المالية عبر هجمات الحرمان من الخدمة.
  • عالميًا تعرضت شركات كبرى مثل “مايرسك” و”سوني” لهجمات سيبرانية كلفتها ملايين الدولارات إضافة إلى خسائر في سمعة العلامة التجارية.

إذن يمكن القول إن الهجمات السيبرانية تمثل تهديدًا للبنية التحتية التقنية نفسها وغالبًا ما تكون نتائجها واسعة المدى خصوصًا عند استهداف مؤسسات أو قطاعات حيوية.

ثانياً: الاحتيال الرقمي وأبرز أساليبه

على عكس الهجمات السيبرانية فإن الاحتيال الرقمي يركز على الإنسان كحلقة الأضعف في سلسلة الأمن الرقمي يعتمد المحتال على الخداع والإيهام لإقناع الضحية بتسليم بياناته أو أمواله طواعية وغالبًا ما يستخدم تقنيات بسيطة لكنها فعالة.

أبرز أساليب الاحتيال الرقمي

  1. التصيّد عبر البريد الإلكتروني والرسائل النصية: تصل إلى المستخدم رسالة تبدو من البنك أو شركة معروفة، وتحتوي على رابط لموقع مزيف يطلب إدخال البيانات.
  2. انتحال الهوية: يقوم المحتال بإنشاء صفحة أو حساب يقلّد بدقة هوية مؤسسة رسمية أو شخصية عامة، لاستغلال ثقة الناس.
  3. المتاجر الإلكترونية المزيفة: تعرض منتجات بأسعار مغرية، لكن الهدف سرقة بيانات الدفع أو الأموال مباشرة.
  4. المكالمات الهاتفية الاحتيالية: يتلقى الضحية اتصالاً من شخص يدّعي أنه موظف في بنك أو جهة حكومية، ويطلب منه مشاركة بيانات حساسة.
  5. الخداع عبر وسائل التواصل الاجتماعي: تنتشر روابط وهمية أو حسابات مزيفة تستدرج المستخدمين بعروض أو جوائز غير حقيقية.

الفارق الجوهري

الاحتيال الرقمي يعتمد على “الهندسة الاجتماعية” أي استغلال ثقة الإنسان بينما الهجمات السيبرانية تستهدف الأنظمة بشكل مباشر لكن كلاهما يؤدي إلى نفس النتيجة: فقدان البيانات أو الأموال.

ثالثاً: أيهما أخطر على الأفراد والشركات؟

من الصعب تحديد أيهما أخطر بشكل مطلق لأن التأثير يعتمد على الجهة المستهدفة.

  • على مستوى الأفراد

– الاحتيال الرقمي أكثر شيوعًا وخطورة لأنه يستغل الثقة الشخصية ويؤدي إلى خسائر مباشرة للأموال أو سرقة الهوية.

– أمثلة: سحب الأموال من الحسابات البنكية/ سرقة بطاقات الائتمان/ انتحال هوية شخص لإنشاء حسابات وهمية.

  • على مستوى الشركات والمؤسسات

– الهجمات السيبرانية تمثل الخطر الأكبر، إذ تستهدف أنظمة ضخمة تحتوي على بيانات ملايين العملاء.

– النتائج لا تقتصر على خسائر مالية فقط، بل تمتد إلى تشويه السمعة وخسارة ثقة العملاء.

  • البعد الاقتصادي والاجتماعي
  • الهجمات السيبرانية قد تكلف الاقتصاد الوطني مليارات بسبب توقف الخدمات أو دفع الفديات.
  • الاحتيال الرقمي يؤدي إلى إفقار الأفراد وزعزعة ثقتهم في التعاملات الرقمية.

الخلاصة: كلا التهديدين خطر لكن بالنسبة للفرد العادي يعد الاحتيال الرقمي الأخطر أما بالنسبة للشركات والمؤسسات فإن الهجمات السيبرانية هي التهديد الأكبر.

رابعاً: كيف تساعد أدوات التقصي الرقمي في الحد من الخطر؟

أمام هذا الواقع يصبح السؤال: كيف يمكننا مواجهة هذه التهديدات؟ هنا يأتي دور التقصي الرقمي الذي يمثل خط الدفاع الجديد في مواجهة الاحتيال والهجمات معًا.

ما هو التقصي الرقمي؟

هو مجموعة من الأدوات والخدمات التي تراقب وتفحص الروابط والأنشطة الرقمية لرصد محاولات الاحتيال أو الاختراق قبل وقوعها.

كيف تعمل أدوات مثل “تبيّن”؟

– فحص الروابط: يمكن لأي مستخدم إرسال رابط مشبوه ليتم تحليله فورًا وتحديد إن كان آمناً أو خطيراً.

– توثيق المؤسسات: تتيح للشركات تسجيل نطاقاتها الرسمية لتفادي انتحال الهوية.

– إصدار تحذيرات: يتم إرسال تنبيهات للمستخدمين حول الروابط أو المواقع المزيفة المنتشرة.

أهمية هذه الأدوات للأفراد

– تحمي المستخدم من الوقوع ضحية لرابط مشبوه.

– توفر وسيلة سريعة وموثوقة بدلاً من الاعتماد فقط على الفحص اليدوي.

أهميتها للشركات

– تحافظ على سمعة العلامة التجارية.

– تقلل من فرص نجاح هجمات انتحال الهوية.

– تشكل إضافة ضرورية لحماية البنية التحتية إلى جانب أنظمة الأمن التقليدية.

باختصار أدوات التقصي الرقمي توفر حماية مزدوجة: فهي تقلل من احتمالية نجاح الاحتيال الرقمي وتدعم الأنظمة التقنية في مواجهة الهجمات السيبرانية.

مواجهة مزدوجة بين حماية الأفراد من الاحتيال والشركات من الهجمات السيبرانية

التمييز بين الهجمات السيبرانية والاحتيال الرقمي أصبح ضرورياً فالأولى تستهدف الأنظمة بينما يركز الثاني على استغلال الثقة البشرية الأفراد غالباً ضحايا الاحتيال الرقمي في حين تواجه الشركات تهديد الهجمات السيبرانية والحل الأمثل هو الجمع بين الوعي والحماية المؤسسية واستخدام أدوات التقصي الرقمي مثل “تبيّن” للوقاية من هذه الأخطار.

الوعي بخطورة التهديدات الرقمية وتطبيق خطوات حماية بسيطة قد يحول دون كارثة مكلفة ابدأ اليوم بتعزيز وعيك واستخدام الأدوات التقنية لحماية نفسك ومؤسستك.

أسئلة شائعة عن الهجمات السيبرانية

1. ما الفرق بين الأمن السيبراني والهجمات السيبرانية؟

الأمن السيبراني هو مجموعة من الإجراءات والتقنيات لحماية الأنظمة والبيانات بينما الهجمات السيبرانية هي الأفعال العدائية التي تستهدف اختراق هذه الأنظمة أو تعطيلها.

2. هل يمكن أن يجتمع الاحتيال الرقمي مع الهجمات السيبرانية في عملية واحدة؟

نعم أحيانًا يبدأ المهاجم بهجوم سيبراني لاختراق قاعدة بيانات ثم يستخدم المعلومات المسروقة لارتكاب عمليات احتيال رقمي ضد العملاء.

3. ما هي أكثر القطاعات عرضة للهجمات السيبرانية في السعودية؟

القطاعات المالية/ الحكومية/ التعليمية بالإضافة إلى الشركات التي تقدم خدمات التجارة الإلكترونية.

4. كيف يمكن التمييز بين رسالة بريد إلكتروني آمنة ورسالة احتيالية؟

التحقق من عنوان المرسل فحص الرابط قبل الضغط عليه والانتباه إلى الأخطاء الإملائية أو الطلبات غير المعتادة مثل مشاركة كلمة المرور.

5. هل أدوات التقصي الرقمي تحمي من جميع أنواع التهديدات؟

لا لكنها تقلل بشكل كبير من احتمالية الوقوع ضحية عبر كشف الروابط والمواقع المزيفة ويجب أن تُستخدم بجانب سياسات الحماية والوعي الشخصي.

6. ما دور الموظفين داخل الشركات في تقليل المخاطر؟

التدريب على التعرف إلى محاولات الاحتيال عدم فتح المرفقات المشبوهة والإبلاغ الفوري عن أي نشاط غير معتاد.

7. هل يمكن أن يتعرض الأطفال والمراهقون لهذه التهديدات؟

نعم فهم أكثر عرضة للاحتيال الرقمي عبر الألعاب الإلكترونية أو وسائل التواصل الاجتماعي بسبب قلة خبرتهم.

8. كيف تؤثر الهجمات السيبرانية على سمعة الشركات؟

إلى جانب الخسائر المالية يؤدي تسريب البيانات أو تعطيل الخدمات إلى فقدان ثقة العملاء والشركاء وقد يستغرق إصلاح السمعة سنوات.

9. هل القوانين وحدها كافية لمواجهة هذه التهديدات؟

القوانين مهمة للردع لكنها غير كافية دون وعي مجتمعي وتعاون دولي لملاحقة شبكات الاحتيال والهجمات العابرة للحدود.

10. ما الخطوة الأولى التي يجب أن يتخذها الفرد لحماية نفسه؟

الخطوة الأساسية هي تعزيز الوعي ثم استخدام أدوات التحقق من الروابط وتفعيل المصادقة الثنائية لجميع الحسابات المهمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المدونات

الاحتيال الالكتروني.. استراتيجيات فعّالة لحماية نفسك والوقاية من المخاطر

في السنوات الأخيرة أصبحت السعودية من أكثر الدول التي تشهد تحولًا رقميًا سريعًا من الخدمات البنكية إلى التسوق الإلكتروني والتعاملات الحكومية عبر الإنترنت، ومع هذا التطور الكبير ظهر تحدي جديد يهدد المستخدمين يوميًا وهو الاحتيال الالكتروني. يأخذ هذا النوع من الاحتيال أشكالًا متعددة، تبدأ برسائل مزيفة أو روابط مغرية وتنتهي

قراءة المزيد

كيف تحمي نفسك من الهجوم السيبراني وتفشل محاولات الاختراق؟

الهجوم السيبراني قد يسرق بياناتك في لحظة! أصبحت البيانات هي الثروة الحقيقية وأي تهديد يستهدفها يُعتبر تهديدًا مباشرًا للفرد أو المؤسسة، ومع تزايد الاعتماد على الإنترنت في المعاملات اليومية، برز الهجوم السيبراني كأحد أخطر التحديات التي تواجه المجتمعات الحديثة ،لم يعد الاختراق مسألة مرتبطة بالمؤسسات الكبرى فقط، بل يمكن لأي

قراءة المزيد

أهمية فحص رابط موقع قبل الضغط عليه: حماية لبياناتك من محاولات الاحتيال

المحتالون يستغلون تسرعك فخذ وقتك وتأكد من فحص رابط موقع قبل أي نقرة في العصر الرقمي الذي نعيش فيه اليوم، أصبحت الروابط الإلكترونية جزءًا أساسيًا من تعاملاتنا اليومية، سواء عبر البريد الإلكتروني، أوتطبيقات التواصل الاجتماعي، أوحتى الرسائل النصية، ورغم أن هذه الروابط تُسهّل حياتنا وتفتح لنا آفاقًا واسعة للوصول إلى

قراءة المزيد

لماذا تحتاج إلى موقع فحص الروابط قبل الضغط على أي رابط؟

العقل يتخذ قراراته في ثوانٍ لكن تلك الثواني قد تكلفك الكثير إذا تجاهلت خطوة الفحص.  حاليا أصبح التعامل مع الروابط الإلكترونية جزءًا من حياتنا اليومية، سواءً كنا نتصفح البريد الإلكتروني، أو نتلقى رسائل عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي، أو نتعامل مع مواقع تسوق إلكتروني؛ فإن الروابط أصبحت هي البوابة الأولى للوصول

قراءة المزيد

ماهو الامن السيبراني ولماذا يُعد ضرورة للأفراد والشركات؟

أكثر من 70% من السعوديين يتعرضون لمحاولات احتيال رقمية أصبحت حياتنا مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالإنترنت، لم يعد التعامل مع الشبكات والأنظمة الرقمية مجرد خيار إضافي، بل صار جزءًا أصيلًا من تفاصيل يومنا نحن نعمل، نتسوق، نتواصل، وندير أعمالنا عبر قنوات رقمية، الأمر الذي يجعلنا أكثر عرضة لتحديات غير مسبوقة في

قراءة المزيد

يُعرف الأمن السيبراني بأنه خط الدفاع الأول ضد الاحتيال والهجمات الرقمية، لكن إلى أي مدى ندرك أهميته فعلاً؟

لم تعد الروابط مجرد عناوين على الإنترنت، بل بوابات قد تغيّر مصيرك. لم يعد الإنترنت رفاهية كما كان في الماضي، بل أصبح جزءًا أصيلًا من تفاصيل حياتنا اليومية كل فرد اليوم يتعامل مع عشرات التطبيقات والمواقع بشكل يومي: من شراء المنتجات ودفع الفواتير  إلى إدارة الأعمال والتواصل عبر الشبكات الاجتماعية

قراءة المزيد

تبين تقدم خدمة متطورة لفحص الروابط المشبوهة وكشف التلاعب الرقمي بذكاء

رابط واحد قد يغيّر مصيرك… وتبيّن هنا لتكشف حقيقته. لم يعد الإنترنت مجرد أداة مساعدة في حياتنا، بل أصبح جزءًا أساسيًا من تفاصيل يومنا؛ من شراء المنتجات،  ودفع الفواتير، إلى متابعة الأخبار والعمل والتواصل الاجتماعي ،هذا العالم الرقمي فتح أمامنا فرصًا كبيرة وسهّل الكثير من تعاملاتنا اليومية، لكنه في الوقت

قراءة المزيد

تبيّن: موقع لفحص الروابط وكشف محاولات الاحتيال الرقمي بكفاءة عالية

رابط واحد قد يفتح لك باب الشراء… أو يقودك لفخ الاحتيال! يشهد العالم اليوم طفرة رقمية غير مسبوقة جعلت حياتنا أكثر سرعة واعتمادًا على الإنترنت في كل تفاصيلها من التسوق والدفع الإلكتروني إلى التفاعل عبر الشبكات الاجتماعية، وإدارة الأعمال عبر المنصات الرقمية ورغم هذه الفرص الهائلة؛فإن الجانب المظلم من التحول

قراءة المزيد

© جميع الحقوق محفوظة , تبيّن 2025

شكرًا لتواصلك معنا!

تم إستلام طلبك بنجاح وسنقوم بالمراجعة والرد عليك في أقرب وقت ممكن. نحن نقدر اهتمامك ونسعد بخدمتك.